Rabu, 08 Desember 2021

kitab Jauharul Maknun


Matan Kitab Jauharul Maknun


                     بسم الله الرَّحمن الرَّحيمِ

                                   خطبة الكتاب

1

الحَمْدُ لله البديع الهادي

 إلى بيان مهيع الرشاد

2

أمدَّ أرباب النهى ورسما

 شمس البيان في صدور العُلَما

3

فأبصروا معجزة القرآن

واضحة بساطع البرهان

4

وشاهدوا مطالعَ الأنوارِ

 وما احتوت عليه مِنْ أسرارِ

5

فنَزَّهوا القلوب في رياضِهِ

 وأوردوا الفِكْر على حياضهِ

6

ثم صلاة الله ما ترنَّما

 حادٍ يسوق العيس في أرض الحمى

7

على نبينا الحبيب الهادي

 أجلِّ كلِّ ناطقٍ بالضاد

8

محمدٍ سيدِ خلقِ اللهِ

 العربيِّ الطاهرِ الأوّاهِ

9

ثم على صاحبه الصدّيقِ

 حبيبِه وعمرَ الفاروقِ

10

ثم أبي عمرو إمام العابدينْ

 وسطوةِ الله إمامِ الزاهدينْ

11

ثم على بقية الصحابةْ

 ذوي التقى والفضل والإنابةْ

12

والمجدِ والفُرصةِ والبراعةْ

 والحزمِ والنجدةِ والشجاعةْ

13

ما عكف القلب على القرآنِ

 مرتقياً لحضرة العرفانِ

14

هذا وإنَّ درر البيانِ

وغررَ البديع والمعاني

15

تهدي إلى مواردٍ شريفةْ

 ونُبذةٍ بديعةٍ لطيفةْ

16

من علم أسرار اللسان العربي

 ودَرْكِ ما خُصَّ به مِنْ عَجَب
3

17

لأنه كالروح للإعرابِ

 وهو لعلم النحوِ كاللُّبابِ

18

وقد دعا بعضٌ من الطلابِ

 لِرَجَزٍ يهدي إلى الصوابِ

19

فجئته بِرَجَزٍ مُفيدِ

 مُهَذّبٍ مُنَقَّحٍ سديدِ

20

ملتَقِطاً مِنْ دُرَرِ التلخيصِ

 جواهراً بديعةَ التخليصِ


21

سلكتُ ما أَبْدى مِنَ الترتيبِ

 وما أَلَوْتُ الجهدَ في التهذيبِ

22

سَمَّيتُهُ بالجوهرِ المَكْنونِ

 في صَدَفِ الثلاثةِ الفنونِ

23

واللَّهَ أرجو أن يكونَ نافعا

 لكلِّ مَنْ يقرَؤُهُ ورافعا

24

وأن يكون فاتحاً للبابِ

 لجملة الإخوان والأصحابِ

)المقدمة(

25

فصاحةُ المفرد أَنْ يَخْلُصَ مِنْ

 تنافرٍ غرابةٍ خُلْفٍ زُكِنْ

26

وفي الكلام مِنْ تنافُرِ الكَلِمْ

 وضَعْفِ تأليفٍ وتعقيد سَلِمْ

27

وذي الكلام صفةٌ بها يُطيْقْ

 تأديةَ المقصودِ باللَّفظِ الأنيقْ

28

وجعلوا بلاغةَ الكلامِ

 طِباقَهُ لِمُقتضى المَقامِ

29

وحافظٌ تأديةَ المعاني

 عَنْ خَطَأٍ يُعْرَفُ بالمعاني

30

وما مِنَ التعقيدِ في المعنى يَقِي

 لَهُ البيانُ عِنْدَهُمْ قَدِ انْتُقي

31

وما به وجوهُ تحسين الكَلامْ


 تَعْرِفُ يُدْعى بالبَديعِ والسَّلامْ

)الفن الأول: علم المعاني(

32

33

عِلْمٌ به لمقتضى الحالِ يُرى
إسنادُ مُسنَدٌ إِلَيْهِ مُسْنَدُ

 لفظٌ مطابقاً وفيه ذُكرا
 وَمُتَعَلَّقاتُ فِعلٍ تُورَدُ

34

قَصْرٌ وَإِنْشاءٌ وَفَصْلٌ وَصْلٌ اْوْ

 إيجازٌ اطنابٌ مُساواةٌ رأَوْا

)الباب الأول: أحوال الإسناد الخبري(

35

الحُكْمُ بالسلبِ أوِ الإيجابِ

 إِسْنادُهمْ. وَقَصْدُ ذي الخِطابِ

36

إفادةُ السامعِ نَفْسَ الحكْمِ

 أوْ كَوْنَ مُخْبِرٍ به ذا عِلْم

37

فأولٌ فائدةٌ والثاني

 لازِمُها عِنْدَ ذوي الأذهانِ

38

وربما أُجْرِيَ مُجْرَى الجاهِلِ

 مُخاطَبٌ إِنْ كانَ غيرَ عاملِ

39

كقولنا لعالمٍ ذي غفلةِ

 الذكرُ مفتاحٌ لبابِ الحضرةِ

40

فينبغي اقتصارُ ذي الإِخبارِ

 على المفيد خَشْيةَ الإكثارِ

41

فيُخْبِرُ الخالي بلا توكيدِ

 ما لَمْ يَكُنْ في الحُكْمِ ذا تَرْديدِ

42

فَحَسَنٌ ومُنْكِرُ الأَخبارِ

 حَتِّمْ له بِحَسَبِ الإنكارِ

43

 كقوله: (إنّا إليكم مُرْسَلونْ)

 فزاد بعدَ ما اقتضاهُ المنكِرونْ

44

 لِلَّفظِ الابتداءِ ثمَّ الطلبِ

 ثُمَّتَ الاْنكارِ الثلاثةَ اْنسُبِ

45

واسْتَحْسِنِ التَّوْكيدَ إِنْ لَوَّحْتَ لَهْ

 بِخَبَرٍ كَسائِلٍ في الْمَنْزِلَةْ

46

وألحقوا أَمارةَ الإِنكار بِهْ

 كَعَكْسِهِ لِنُكْتَةٍ لَمْ تَشْتَبِهْ

47

بِقَسَمٍ قَدْ إِنَّ لامِ الاْبْتِدا

 ونُونَيِ الْتَّوْكيدِ وَاْسْمٍ أَكِّدا

48

والنَّفْيُ كالإثباتِ في ذا الْبابِ

 يَجْري على الثلاثةِ الأَلْقابِ

49

بِـإِنْ وَكانَ لامٍ أَوْ بَاءٍ يَمينْ

 كَـ "ما جليسُ الفاسقين بالأمين"


)فصل: في الإسناد العقلي(








50

ولحقيقةٍ مجازٍ وردا

للعقلِ منسوبين أمّا المُبتدا

51

إسنادُ فِعْلٍ أو مُضاهيهِ إلى

صاحِبِهِ كَـ "فاز من تَبَتَّلا"

52

أقسامُه مِنْ حيثُ الاعتقادُ

 وواقعٌ أربعةٌ تفادُ

53

والثانِ أَنْ يُسْنَد للملابَسِ

 ليسَ لَهُ يُبْنى كَـ"ثوبٍ لابِسِ"

54

أقسامُه بِحَسَبِ النَّوْعَيْنِ فيْ

 جُزْأيهِ أَرْبَعٌ بلا تَكَلُّفِ

55

وَوَجَبَتْ قرينةٌ لفظيَّةْ

 أَوْ معنَوِيَّةٌ وَإِنْ عادِيَّةْ

)الباب الثاني: في المسند إليه(

56

يُحْذَفُ لِلْعِلْمِ وَلاخْتِبارِ

مُسْتَمِعٍ وَصَحَّةِ الإِنْكارِ

57

سَتْرٍ وَضِيقِ فُرْصَةٍ إِجْلالِ

وعَكْسِهِ وَنَظْمٍ اسْتِعْمالِ

58

كَـ"حبذا طريقةُ الصوفيَّةْ

 تهدي إلى المرتَبَةِ العليَّةْ"

59

واذكُرْهُ لِلأَصْلِ والاحْتِياطِ

 غَباوَةٍ إِيضاحٍ انْبِساطِ

60

تلذُّذٍ تَبَرُّكٍ إِعْظامِ

 إِهانَةٍ تَشَوُّقٍ نِظامِ

61

تَعَبُّدٍ تَعَجُّبٍ تَهْويلِ

 تَقْريرٍ اْو إِشْهادٍ اْوْ تَسْجيلِ

62

وَكَوْنِهِ مُعَرَّفاً بِمُضْمَرِ

 بِحَسَب المقام في النحوِ دُري

63

والأَصْلُ في المخاطَبِ التَّعْيينُ

 والتَّرْكُ لِلشُّمولِ مُسْتَبينُ

34

وكونُهُ بِعَلَمٍ لِيَحْصُلا

 بِذِهْنِ سامِعٍ بِشَخْصٍ أوَّلا

65

تَبَرُّكٌ تَلَذُّذٌ عِنايَةْ

 إِجْلالٌ او إِهانَةٌ كِنايَةْ


66

وكونُهُ بِالوَصْلِ لِلتَّفْخيمِ

 تَقْريرٍ اوْ هُجْنَةٍ اوْ تَوْهيمِ

67

إيماءٍ او توجُّهِ السامِعِ لَهْ

أوْ فَقْدِ عِلْمِ سامِعٍ غَيْرِ الصِّلةْ

68

وَبِإِشارَةٍ لِكَشْفِ الحالِ

 مِنْ قُرْبٍ اوْ بُعْدٍ أَوِ اسْتِجْهالِ

69

أوْ غايةِ التّمْييزِ والتعظيمِ

 والحَطِّ والتنبيهِ والتفخيمِ

70

وكونُهُ باللاّمِ في النّحوِ عُلِمْ

لكِنَّ الاسْتِغْراقَ فِيهِ يَنْقَسِمْ

71

إلى حقيقيٍّ وَعُرْفيٍّ وَفي

 فَردٍ مِنَ الجَمْعِ أَعَمَّ فَاقْتَفي

72

وَبِإضافَةٍ لِحَصْرٍ وَاخْتِصارْ

 تَشْريفِ أَوَّلٍ وَثانٍ وَاحْتِقارْ

73

تَكافؤٍ سآمةٍ إِخْفاءِ

وَحَثٌٍّ اوْ مَجَازٍ اسْتِهْزاءِ

74

وَنَكّروا إِفراداً اوْ تَكْثيرا

تَنْويعاً اوْ تعظيماً او تَحْقيرا

75

كَجَهْلٍ اوْ تجاهُلٍ تَهْويلِ

 تَهْوينٍ اوْ تَلْبيسٍ اوْ تَقْليلِ

76

وَوَصْفِهِ لِكَشْفٍ اوْ تَخْصِيصِ

ذَمٍ ثَنا تَوكيدٍ اوْ تَنْصيصِ

77

وأكدوا تقريراً اوْ قصدَ الخُلوصْ

مِنْ ظنِّ سَهْوٍ اوْ مجازٍ اوْ خُصوصْ

78

وَعَطفوا عَلَيْهِ بالبَيانِ

 بِاسْمٍ بِهِ يَخْتَصُّ للبيانِ

79

وأبدَلوا تقريراً أو تحصيلا

 وعطفوا بِنَسَقٍ تفصيلا

80

لأَحَدِ الجُزْأينِ أَوْ رَدٍّ إِلى

 حَقٍ وَصَرْفِ الحُكْمِ لِلّذي تَلا

81

والشكِ والتشكيكِ والإِبهامِ

 وَغَيْرِ ذلِكَ مِنَ الأَحْكامِ


82

وَفَصْلُه يُفيدُ قَصْرَ المُسْنَدِ

 عَليه كـ"الصوفيُّ هـــُوَ المهتدي"

83

وقدَّموا للأصلِ أوْ تشويفِ

لخبرٍ تلذذٍ تشريفِ

84

وَحَطٍ اهْتِمامٍ اوْ تنظيمِ

تفاؤلٍ تخصيصٍ اوْ تعميمِ

85

إِنْ صاحَبَ المُسْندَ حَرْفُ السَّلبِ

 إِذْ ذاكَ يَقتضي عُمومَ السَّلْبِ

)فصل: في الخروج عن مقتضى الظاهر(

86

وخرجوا عن مقتضى الظواهرِ

 كَوَضْعِ مُضْمَرٍ مَكانَ ظاهِرِ

87

لِنُكْتَةٍ كَبَعْثٍ اوْ كَمالِ

 تَمْييزٍ اوْ سُخْرِيَةٍ إِجْهالِ

88

أَوْ عَكْسٍ اوْ دَعوى الظّهورِ وَالمَدَدْ

 لِنُكْتَةِ التّمكينِ كَـ"اللهُ الصَّمَدْ"

89

وقصدِ الاستعطافِ والإرهابِ

 نحوُ "الأَميرُ واقِفٌ بالبابِ"

90

وَمِنْ خِلافِ المُقتَضى صَرْفُ مُرادْ

 ذي نُطْقٍ اوْ سُؤْلٍ لِغَيْرِ ما أَرادْ

91

لِكَوْنِهِ أَوْلى بِهِ وَأَجْدَرا

 كَقِصَّةِ الحَجَّاجِ وَالقَبَعْثَرى

92

والالتفاتُ وَهْوَ الانْتِقالُ مِنْ

 بَعْضِ الأساليبِ إِلى بَعْضٍ قُمِنْ

93

والوَجْهُ الاسْتِجلابُ لِلْخِطابِ

 وَنُكْتَةٍ تَخُصُّ بَعْضَ البابِ

94

وَصيغةُ الماضي لآتٍ أَوْردوا

 وَقَلَبوا لِنُكْتَةٍ وَأَنْشَدوا

95

وَمَهْمَهٍ مُغْبَرَّةٍ أَرْجاؤهُ

 كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَماؤهُ

)البابُ الثالِثُ: المُسْنَدُ(

96

يحذف مسندٌ لما تقدما

 والتزموا قرينةً لِيُعْلَما

97

وذِكْرُه لِمَا مَضى أَوْ لِيُرى

 فِعْلاً أَوِ اسْماً فَيُفيدُ المُخْبَرا

98

وأفردوهُ لانعدامِ التقوِيَةْ

وَسَبَبٍ كَـ"الزهدُ رأسُ التزكيةْ"

99

وَكَونُهُ فِعْلاً فَلِلتقييدِ

 بِالوَقْتِ مَعْ إِفادَةِ التَّجْديدِ

100

وَكَوْنُهُ اسْماً لِلثّبوتِ والدَّوامْ

 وَقَيَّدوا كَالفِعْلِ رَعْياً لِلتَّمامْ

101

وَتَركوا تَقييدَهُ لِنُكْتَةِ

 كَسُتْرَةٍ أَوِ انْتهازِ فُرْصَةِ

102

وَخَصّصوا بالوَصْفِ وَالإِضافَةْ

 وَتَركوا لِمُقْتَضٍ خِلافَهْ

103

وَكَوْنَهُ مُعَلَّقاً بِالشَّرْطِ

 فَلِمعاني أَدَواتِ الشَّرْطِ

104

وَنَكَّروا اتّباعاً اوْ تفخيما

 حَطّـاً وَفَقْدَ عَهْدٍ اوْ تعميما

105

وَعَرَّفوا إِفادَةً لِلْعِلْمِ

 بِنِسْبَةٍ أَوْ لازمٍ لِلْحُكْمِ

106

وَقَصَروا تحقيقاً اوْ مُبالَغَةْ

 بِعَرْفِ جِنْسِهِ كَـ"هِنْدٌ بالغةْ"

107

وجملة لِسَبَبٍ أَوْ تَقْوِيَةْ

 كـ"الذكرُ يهدي لطريقِ التصفيةْ"


108

واسمية الجملة والفعلية

 وشرطها لنكتة جلية


109

وأخروا أصالة وقدموا

 لقصْر ما به عليه يُحْكَمُ


110

تنبيهٍ اوْ تفاؤلٍ تشوُّفِ

 كَـ"فازَ بالحضرةِ ذو تصوُّفِ"


)الباب الرابع: في متعلقات الفعل(


111

والفعلُ مَعْ مفعولهِ كَالفِعْلِ مَعْ

 فاعِلِهِ فيما لَهُ مَعْهُ اجْتَمَعْ


112

وَالغَرَضُ الإِشْعارُ بِالتَّلَبُّسِ

بواحدٍ مِنْ صاحبيهِ فَائْتَسِ


113

وغيرُ قاصرٍ كقاصِرٍ يُعَدْ

مَهْما يَكُ المَقْصودُ نِسْبَةً فَقَدْ


114

ويُحذفُ المفعولُ بالتعميمِ

وهُجْنةٍ فاصِلَةٍ تَفْهيمِ


115

من بعد إبهامٍ ولاختصارِ

كـ"بلِّغِ المولعَ بالأذكارِ"


116

وجاء للتخصيص قبل الفِعْلِ

تَهَمُّمٍ تبرّكٍ وفَصْلِ


117

واحكم لمعلولاتِهِ بما ذُكِرْ

والسُّر في الترتيبِ فيها مُشْتَهِرْ


(الباب الخامس: القصر)


118

تخصيص أمر مطلقاً بأمرِ

هو الذي يدعونه بالقَصْرِ


119

يكون في الموصوف والأصافِ

وَهْوَ حقيقيٌّ كما إضافي


120

لقلبٍ او تعيينٍ اوْ إفرادِ

كـ "إنما ترقى بالاستعدادِ"


121

وأدواتُ القصرِ إلا إنما

عطفٌ وتقديمٌ كما تقدّما


(الباب السادس: في الإنشاء)


122

ما لم يكن محتملاً للصدقِ

والكِذْبِ الإنشا كَـ "كن بالحقِّ"


123

والطلبُ استدعاءُ ما لم يحصلِ

أقسامُهُ كثيرةُ ستنجلي


124

أمرٌ ونهيٌ ودعاءٌ وندا

تمنٍّ استفهامٌ اعطيتَ الهدى


125

واستعملوا كليتَ لَوْ وَهَلْ لَعَلْ

وحرفَ تحضيضٍ والاستفهامَ هَلْ


126

أيُّ متى أيّانَ أينَ مَنْ وما

وَكَيْفَ أنّى كَمْ وهَمزٌ عُلِما


127

والهمزُ للتصديقِ والتصورِ
3

وبالذي يليهِ معناهُ حَرِي


128

وَهَلْ لتصديقٍ بعكسِ ما غَبَرْ

ولفظُ الاستفهام ربّما عَبَرْ


129

لأمرٍ استبطاءٍ اوْ تقريرِ

تعجّبٍ تهكّمٍ تحقيرِ


130

تنبيهٍ استبعادٍ او ترهيبِ

إنكارِ ذي توبيخٍ اوْ تكذيبِ


131

وقد يَجيْ أمرٌ ونهيٌ ونِدا

في غيرِ معناهُ لأمرٍ قُصِدا


132

وصيغةُ الإخبارِ تأتي للطَّلَبْ

لِفَأْلٍ اوْ حِرْصٍ وَحَمْلٍ وَأَدَبْ


(الباب السابع: الفصل والوصل)


133

الفصل ترك عطف جملةٍ أَتَتْ

مِنْ بعدِ أُخرى عَكْسُ وصلٍ قَدْ ثَبَتْ


134

فافْصِلْ لَدى التَّوكيدِ وَالإبْدالِ

لِنُكْتَةٍ وَنيَّةِ السؤالِ
 


135

وعدمِ التشريكِ في حُكْمٍ جَرى

أَوْ اخْتِلافٍ طَلَباً وَخَبَرا


136

وَفَقْدِ جامعٍ وَمَعْ إِيهامِ

عَطْفٍ سِوى المقصودِ في الكلامِ


137

وصِلْ لدى التشريكِ في الإعرابِ

وقَصْدِ رَفْعِ اللَّبْسِ في الجوابِ


138

وَفِي اتـِّفاقٍ مَعَ الاتـِّصالِ

في عَقْلٍ اوْ في وَهْمٍ او خيالِ


139

والوصل مع تناسبٍ في اسمٍ وفي
 

فِعْلٍ وَفَقْدِ مانِعٍ قَدِ اصْطُفي
 


(الباب الثامن: الإيجاز والإطناب والمساواة)


140

تأديةُ المعنى بلفظٍ قَدْرِهِ

هِيَ المساواةُ كَـ "سِرْ بِذِكرِه"


141

وبِأقلَّ مِنْهُ إِيجازٌ عُلِمْ

وَهْوَ إلى قَصْرٍ وَحَذفٍ ينْقَسِمْ


142

كـَ "عَن مَجالِسِ الفُسوقِ بُعْدا"

ولا تُصاحب فاسقاً فتردى


143

وعكسه يُعرَفُ بالإطنابِ

كـَ"الزمْ رعاكَ اللَّهُ قَرْعَ البابِ"


144

يجيءُ بالإيضاحِ بَعْدَ اللَّبسِ

لِشوْقٍ اوْ تَمَكُّنٍ في النّفسِ


145

وجاءَ بالإيغالِ والتذييلِ

تكريرٍ اعتراضٍ اوْ تكميلِ


146

يُدعى بالاحتراسِ والتّتميمِ

وَقَفْوِ ذي التخصيصِ ذا التعميمِ

147

وَوَصْمةُ الإخلالِ والتطويلِ

والحَشوِ مردودٌ بلا تفصيلِ


(الفن الثاني: علم البيان)


148

فنُّ البيانِ عِلْمُ ما بهِ عُرِفْ

تأدية المعنى بِطُرْقٍ مختَلِفْ


149

وضوحُها واحصره في ثلاثةِ

تبشبيهٍ او مجازٍ او كنايةِ


(فصلٌ: في الدلالة الوضعيّة)


150

والقصدُ بالدلالة الوضعيَّةْ

على الأصحِّ الفهمُ لا الحيثيّةْ


151

أقاسمها ثلاثةٌ مطابقةْ

تضمّنُ التزامٌ امّا السابقةْ


152

فهي الحقيقهْ ليسَ في البيانِ

بحثٌ لها وعَكسها العقليّتانْ




(البابُ الأوّل: التشبيه)


153

تشبيهنا دلالةٌ على اشتراكْ

أمرينِ في معنىً بآلةٍ أتاكْ


154

أركانهُ أربعةٌ وجْهٌ أداةْ

وَطَرَفاهُ فاتّبِعْ سُبْلَ النَّجاةْ


155

فَصِلْ، وحِسِّيانِ مِنْهُ الطَّرَفانْ

أيضاً وعقليّانِ أو مُختلِفانْ


156

والوَجهُ ما يشْتَرِكانِ فيهِ

وداخِلاً وخارجاً تُلْفيهِ


157

وخارجٌ وَصْفٌ حقيقيٌّ جَلا

بِحِسٍّ او عَقلٍ ونِسبيٍّ تلا


158

وواحداً يكونُ أوْ مؤلَّفا

أوْ مُتَعَدِّداً وكلٌّ عُرِفا


159

بِحِسٍّ اوْ عَقْلٍ وَتشبيهٍ نُمي

في الضدِّ للتلميحِ والتَّهكُّمِ


(فصلٌ: في أداةِ التشبيه وغايته وأقسامه)


160

أداتُهُ كافٌ كأنَّ مِثْلُ

وكُلُّ ما ضاهاهَاْ ثُمَّ الاْصلُ


161

إيلاءُ ما كالكافِ ما شُبِّهَ بِهْ

بِعَكسِ ما سِواهُ فاعْلَمْ وانتَبِهْ


162

وَغايَةُ التّشبيهِ كشْفُ الحالِ

مِقدارٍ اوْ إمكانٍ اوْ إيصالِ


163

تزيينٍ او تشويهٍ اهتِمامِ

تنويهٍ استطرافٍ او إيهامِ


164

رُجحانُهُ في الوًجهِ بالمقلوبِ

كاللّيثِ مِثْلُ الفاسِقِ المَصْحوبِ


165

وباعتبارِ طَرَفَيْهِ يَنقَسِمْ

أربعةً تركيباً افراداً عُلِمْ


166

وباعتبارِ عَدَدٍ ملفوفٌ اوْ

مَفروقٌ اوْ تَسوِيَةٌ جَمْعٌ رَأَوْا


167

وباعتبارِ الوجهِ تمثيلٌ إذا

مِنْ مُتَعَدِّدٍ تراهُ أُخِذا


168

وباعتبارِ الوَجْهِ أيْضاً مُجْمَلُ

خَفِيٌّ اوْ جَلِيٌّ اوْ مُفَصَّلُ


169

ومِنْهُ باعتبارِهِ أيضاً قريبْ

وَهْوَ جَلِيُّ الوَجْهِ عَكسُهُ الغَريبْ


170

لِكَثْرَةِ التّفصيلِ أوْ لِنُدَرةِ

في الذّهْنِ كالتّركيبِ في كـ"نُهْـيَةِ"


171

وباعتبارِ آلَةٍ مُؤكَّدُ

بِحَذفِها ومُرْسَلٌ إذْ تُوجَدُ


172

وَمِنْهُ مَقْبولٌ بغايةٍ تَفيْ

وَعَكْسُهُ المَرْدودُ ذو التَّعسُّفِ


173

وأبلَغُ التّشبيهِ ما مِنْهُ حُذِفْ

وَجْهٌ وآلَةٌ يَليهِ ما عُرِفْ


(البابُ الثاني: في الحقيقةُ والمجاز)


174

حقيقةٌ مستعملٌ فيما وُضِعْ

لَهُ بِعُرْفِ ذي الخِطابِ فاتَّبِعْ


175

ثمَّ المجازُ قَدْ يجيءُ مُفرَدا

وَقَدْ يَجِيْ مُرَكَّباً فالمُبتَدا


176

كَلِمَةٌ غابَرَتِ الموضوعَ مَعْ

قَرينةٍ لِعَلْقَةٍ نِلْتَ الوَرَعْ


177

كاخلَعْ نِعالَ الكونِ كَيْ تراهُ

وَغُضَّ طَرْفَ الْقَلْبِ عَنْ سِواهُ


178

كِلاهُما شَرْعِيٌّ اوْ عُرْفِيُّ

نَحْوُ "ارْتقَى للحَضْرَةِ الصُّوفِيُّ"


179

أو لُغَوِيٌّ والمجازُ مُرْسَلُ

أوِ استعارَةٌ فأمّا الأوَّلُ


180

فما سِوى تَشابُهٍ علاقَــتُـهْ

جُزءٌ وكلٌّ اوْ مَحلٌّ آلَـتُـهْ


181

ظَرْفٌ وَمَظروفٌ مُسَبَّبٌ سَبَبْ

وَصْفٌ لماضٍ أوْ مآلٍ مُرْتَقَبْ


(فصل: في الاستعارة)


182

والاستعارةُ مجازٌ عَلْقَتُهْ

تشابُهٌ كَأَسَدٍ شَجاعَتُهْ


183

وَهْيَ مجازٌ لُغَةً على الأصَحْ

وَمُنِعَتْ في عَلَمٍ لِما اتّضَحْ


184

وَفَرْداً أوْ مَعدوداً او مُؤَلّفا

مِنْهُ قرينَةٌ لَها قَدْ ألَّفا


185

ومَعْ تنافي طَرَفَيْها تَنتَمي

إلى العنادِ لا الوِفاقِ فاعْلَمِ


186

ثمَّ العنادِيَّةُ تَلْميحيَّةْ

تُلْفى كما تُلْفى تَهَكُّمِيَّة


187

وباعتبارِ جامِعٍ قريبَةْ

كَـ"قَمَرٍ يَقرَأُ" أوْ غريبةْ


188

وباعتبارِ جامِعٍ وطَرَفَيْنْ

عَقْلاً وحِسّـاً سِتَّةٌ بِغَيْرِ مَيْنْ


189

واللّفظُ إن جِنْساً فَقُلْ أَصْلِيَّةْ

وَتَبَعِيَّةً لَدى الوَصْفِيَّةْ


190

والفعلِ والحرفِ كـ"حالِ الصّوفيْ

يَنطِقُ أنَّهُ المنيبُ المُوفيْ"


191

وأطلِقَتْ وَهْيَ التي لم تقتَرِنْ

بِوَصْفٍ اوْ تَفريعِ أمْرٍ فاستَبِنْ


192

وجُرَِدَتْ بلائقٍ بالفَصْلِ

ورُشّحَتْ بلائِقٍ بالأَصْلِ


193

نَحْوُ "ارْتَقى إلى سماء القُدْسِ

ففاقَ مَنْ خلّفَ أرضَ الحسِّ"


194

أبْلَغُها التّرشيحُ لابتنائِهِ

على تناسي الشَّــبْهِ وانتِفائِهِ


(فصل: في التحقيقيّة والعقليّة)


195

وذاتُ معنىً ثابِتٍ بِحِسٍّ اوْ

عَقْلٍ فَتَحْقيقِيَّةٌ كّذا رَأَوْا


196

كـ"أشْرَقَتْ بَصائِرُ الصُّوفِيّةْ

بنورِ شَمْسِ الحَضْرَةِ القُدْسِيّةْ"


(فصل: في المكنيّة)


197

وحيثُ تشبيهٌ بِنَفسٍ أضْمَرا


وما سِوى مُشَبَّهٍ لَمْ يُذكَرا


198

ودَلَّ لازِمٌ لِما شَبَّهَ بِهْ

فذلكَ التشبيهُ عِنْدَ المُنْتَبِهْ


199

يُعْرَفُ باسْتِعارَةِ الكِنايةِ

وذِكْرُ لازِمٍ بتخييليَّةِ
 


200

كـ"أَنْشَبَتْ مَنِيَّةٌ أظْفارَها

وأَشْرَقَتْ حَضْرَتُنا أنوارَها"


(فصل: في تحسينِ الكناية)


201

مُحَسِّنُ استعارةٍ تَدريهِ

بِرَعْيِ وَجْهِ الحُسْنِ للتّشبيهِ


202

والبُعْدِ عَنْ رائحَةِ التّشبيهِ في

لَفظٍ وليسَ الوَجهُ ألغازاً قُفي



(فصل: في تركيب المجاز)


203

مُرَكَّبُ المجازِ ما تَحَصَّلا

في نِسبَةٍ أَوْ مِثْلِ تمثيلٍ جلا


204

وإنْ أتى استعارةً مرَكَّبُ

فَمَثَلاً يُدعى ولا يُنَكَّبُ


(فصل: في تغييرِ الإعراب)


205

ومنهُ ما إعرابُهُ تَغَيَّرا

بِحَذفِ لَفظٍ أَوْ زيادَةٍ تُرى


(البابُ الثالث: في الكناية)


206

لفظٌ به لازمُ معناهُ قُصِدْ

مَعَ جَوازِ قَصدِهِ مَعْهُ يَرِدْ


207

إلى اختصاصِ الوَصْفِ بالموصوفِ

كـ"الخيرُ في العزلةِ يا ذا الصّوفي"


208

ونَفسِ موصوفٍ ووَصْفٍ والغَرَضْ

إيضاحٍ اختصارٍ اوْ صَوْنٍ عَرَضْ


209

أوِ انتفاءِ اللّفظِ لاستهجانِ

ونَحْوِهِ كاللّمسِ والإتيانِ


(فصل: في مراتب الكناية)


210

ثمَّ المجازُ والكُنى أبْلَغُ مِنْ

تَصْريحٍ اوْ حقيقةٍ كَذا زُكِنْ


211

في الفَنِّ تَقديمُ استعارةٍ على

تشبيهٍ ايضاً باتفاقِ العُقلا


(الفنُّ الثالث: البديع)


212

عِلْمٌ بِهِ وجوهُ تَحسينِ الكلامْ

تُعْرَفُ بَعْدَ رَعْيِ سابِقِ المرامْ


213

ثمَّ وجوهُ حُسنِهِ ضَرْبانِ

بِحَسَبِ الألفاظِ والمعاني


(الضّربُ الأوّل: المعنويّ)


214

وَعُدَّ مِنْ ألقابِهِ المطابقةْ

تشابُهُ الأطرافِ والموافَقَةْ


215

والعكسُ والتسهيمُ والمشاكلةْ

تزاوُجٌ رجوعٌ او مقابلةْ


216

تورِيةٌ تُدعى بإيهامٍ لِما

أُريدَ معناهُ البعيدُ مِنْهُما


217

ورُشِّحَتْ بما يلائمُ القريبْ

وجُرِّدَتْ بِفَقْدِهِ فَكُنْ مُنيبْ


218

جمعٌ وتفريقٌ وتقسيمٌ ومَعْ

كليهما أوْ واحِدٍ جمعٌ يَقَعْ


219

واللّفُ والنّشرُ والاستخدامُ

أيضاً وتجريدٌ لهُ أقسامُ


220

ثمّ المبالَغَةُ وصْفٌ يُدّعى

بُلوغُهُ قَدْراً يُرى ممتَنِعا


221

أوْ نائياً وَهْوَ على أنْحاءِ

تبليغٍ اغراقٍ غُلُوٍّ جاءِ


222

مقبولاً او مردوداً التّفريعُ

وحُسْنُ تعليلٍ لَهُ تنْويعُ


223

وقد أتوا في المذهبِ الكلامي

بحُجَجٍ كَمَهْيَعِ الكلامِ


224

وأكّدوا مَدْحاً بِشِبْهِ الذّمِّ

كالعَكْسِ والإدماجِ مِنْ ذا العِلْمِ


225

وجاء الاستتباعُ والتوجيهُ ما

يَحْتَمِلُ الوجْهينِ عِنْدَ العُلَما


226

وَمِنهُ قَصْدُ الجِدِّ بالهَزْلِ كَما

يُثْنَى على الفخورِ ضِدَّ ما اعْتَمى


227

وَسَوْقُ معلومٍ مساقَ ما جهلْ

لنكتةٍ تجاهُلٍ عنهمْ نُقِلْ


228

والقولُ بالموجِبِ قُلْ ضربانِ

كلاهُما في الفَنِّ معلومانِ


229

والاطرادُ العطفُ بالآباءِ

للشخصِ مطلقاً على الولاءِ


(الضّربُ الثاني: اللفظيّ)


230

منه الجناسُ وَهْوَ ذو تمامِ

مَعَ اتحادِ الحرفِ والنّظامِ


231

وَمُتَماثلاً دُعيْ إنِ ائْتَلَفْ

نوعاً ومُستوفىً إذا النوعُ اختَلَفْ


232

"لنْ يعْرِفَ الواحِدَ إلا واحدا"

فاخرج عنِ الكونِ تكنْ مشاهِدا


233

ومِنْهُ ذو التركيبِ ذو تشابُهِ

خطّاً ومفروقٌ بلا تشابُهِ


234

وإنْ بهيئةِ الحُروفِ اخْتَلَفا

فَهْوَ الذي يدعونَهُ المحرَّفا


235

وناقِصٌ معَ اختلافٍ في العددْ

وشَرْطُ خُلفِ النّوعِ واحِدٌ فَقَدْ


236

وَمَعْ تقارُبٍ مضارِعاً أُلِفْ

وَمَعْ تباعُدٍ بلا حقٍّ وصِفْ


237

وهوَ جناس القَلْب حيثُ يَخْتَلِفْ

ترتيبها للكلِّ والبعضَ أَضِفْ


238

مُجَنَّحاً يُدعى إذا تقاسَما

بيتاً فكان فاتحاً وخاتِما


239

ومعْ توالي الطَّرَفيْنِ عُرِفا

مُزدَوجاً كلُّ جِناسٍ أُلِفا


240

تناسُبُ اللّفْظَيْنِ في اشتقاقِ

وشِبْهِه فذاكَ ذو التحاقِ


241

ويَرِدُ التجنيسُ بالإشارةْ

مِنْ غَيْرِ أنْ يُذكَرَ بالعبارةْ


242

ومِنْهُ ردُّ عَجُزِ اللّفظِ على

صَدْرٍ فَفي نَثْرٍ بِفَقْرَةٍ جَلا


243

مكتنفاً والنّظمُ الاوّلْ أوّلا

آخِرُ مِصْراعٍ فَما قَبْلُ تلا


244

مُكَرّراً مجانِساً وما التَحَقْ

يأتي كـ" تخشى النّاسَ والله أحَقّْ"


(فصل: في السجع)


245

والسجْعُ في فواصلٍ في النّثرِ

مُشْبِهةٍ قافيةً في الشِّعْرِ


246

ضُروبُهُ ثلاثةٌ في الفَنِّ

مطرَّفٌ معَ اختِلافِ الوَزْنِ


247

مُرَصَّعٌ إن كانَ ما في الثانِيةْ

أو جُلُّهُ على وِفاقِ الماضِيَةْ


248

وما سِواهُ المُتَوازِ فَادْرِ

كَـ "سُرُرٍ مرفوعَةٍ" في الذّكْرِ


249

أبْلَغُ ذاكَ مُسْتَوٍ فما تَرى

أُخرى القرينَتَيْنِ فيهِ أَكْثِرا


250

والعَكْسُ إن يَكْثُرْ فَلَيْسَ يَحْسُنُ

ومُطلَقاً أعجازُها تُسَكَّنُ


251

وَجَعْلُ سَجْعِ كلٍّ غيرَ ما

في الآخَرِ التشطيرُ عِنْدَ العُلَما



(فصل: في الموازنة)


252

ثمّ الموازَنَةُ وهْوَ التسْوِيَةْ

لفاصِلٍ في الوَزْنِ لا في القافيةْ


253

وهْيَ المماثَلَةُ حيثُ يتّفِقْ

في الوَزْنِ لَفظُ فقرَتيها فاسْتَفِقْ


254

والقلبُ والتّشريعُ والتِزامُ ما

قَبْلَ الرَوِيِّ ذّكرُهُ لَنْ يَلْزَما


(السّرقاتُ)


255

وأخذُ شاعِرٍ كلاماً سَبَقَهْ

هُوَ الذي يَدْعونَهُ بالسَّرِقَةْ


256

وكُلُّ ما قُرِّرَ في الألبابِ

أوْ عادَةٍ فَلَيْسَ مِنْ ذا البابِ


257

والسّرِقاتُ عِنْدَهُمْ قِسْمانِ

خَفِيَّةٌ جَلِيَّةٌ فالثّاني


258

تَضَمُّنُ المَعنى جَميعاَ مُسْجَلا

أَرْدَؤهُ انْتِحالُ ما قَدْ نُقِلا


259

بِحالِهِ وألحقوا المرادِفا

بِهِ ويُدْعى ما أَتى مخالِفا


260

لِنَظْمِهِ إغارَةً وحُمِدا

حَيْثُ مِنَ السّابِقِ كانَ أجْوَدا


261

وأخذُهُ المعنى مُجرَّداً دُعيْ

سَلْخاً وإلْماماً وتَقسيماً فَعِ


(السّرقاتُ الخفيّة)


262

وما سِوى الظّاهِرِ أنْ يُغَيِّرا

معنىً بِوَجْهٍ ما ومحموداً يُرى


263

لِنَقْلِ أوْ خَلْطِ شمولِ الثاني

وقَلبِ أو تشابُهِ المعاني


264

أحوالُهُ بِحَسَبِ الخَفاءِ

تفاضَلَتْ في الحُسْنِ والثّناءِ


(الاقتباس)


265

الاقتباسُ أنْ يُضمَّنَ الكلامْ

قُرآناً او حديثَ سَيِّدِ الأنامْ


266

والاقتباسُ عِنْدَهُمْ ضَرْبانِ

مُحَوَّلٌ وثابِتُ المعاني


267

وجائزٌ لِوَزْنٍ او سِواهُ

تَغييرُ نَزْرِ اللّفظِ لا مَعْناهُ


(التّضمين والحَلُّ والعَقدُ)


268

والأخذُ من شِعْرٍ بِعَزْوِ ما خَفي

تَضمينُهُمْ وما على الأَصْلِ يفي


269

لنكتةٍ أجمَلُهُ واغتُفِرا

يسير تغييرٍ وما مِنْهُ يُرى


270

بيتاً فأعلى باستِعانَةٍ عُرِفْ

وشَطْراً او أدنى بإبداعٍ أُلِفْ


271

والعقدُ نظم النّثرِ لا بالاقتباسْ

والحَلُّ نثرُ النّظمِ فاعِرفِ القياسْ


272

واشترطوا الشُّهرةَ في الكلامِ

والمَنْعُ أصلُ مَذهَبِ الإمامِ


(التّلميح)


273

إشارةٌ لِقِصّةٍ شِعْرٍ مَثَلْ

مِنْ غَيْرِ ذِكْرِهِ فَتَلْميحٌ كَمُلْ



(تذنيبٌ في ألقابٍ مِنَ الفَنِّ)


274

مِنْ ذلكَ التوشيعُ والترديدُ

ترتيبٌ اختراعٌ او تعديدُ


275

كـ"التائبون العابدون الحامدون"

"السائحون الرّاكعونَ الساجدون"


276

تطريزٌ اوْ تدبيجٌ استشهادُ

إيضاحٌ ائتلافٌ استطرادُ


277

إحالةٌ تلويحٌ اوْ تخييلُ

وفُرصَةٌ تسميطٌ اوْ تعليلُ


278

تحلِيةٌ ونَقْلٌ اوْ تَخَتُّمُ

تجريدٌ استقلالٌ اوْ تهَكُّمُ


279

تعريضٌ اوْ إلغازٌ ارْتقاءُ

تنزيلٌ اوْ تأنيسٌ اوْ إيماءُ


280

حُسْنُ البيانِ رَصْفٌ اوْ مراجَعةْ

حُسْنُ تَخَلُّصٍ بلا مُنازَعةْ


(فصلٌ: فيما لا يعدُّ كذباً)


281

وليسَ في الإيهامِ والتّهَكُّمِ

ولا التغالي بسوى المُحَرَّمِ


282

مِنْ كَذِبٍ وفي المِزاحِ قَدْ لَزِبْ

بحيثُ لا مندوحةٌ عنِ الكذبْ


(خاتمة)


283

وينبغي لصاحبِ الكلامِ

تأنُّقٌ في البدءِ والخِتامِ


284

بِمَطْلَعٍ حَسَنْ وحُسْنُ القالِ

وسَبكٌ اوْ براعَةُ استهلالِ


285

والحُسنُ في تَخَلُّصٍ اوِ اقْتضابْ

وفي الذي يدعونه فَصْلَ الخِطابْ


286

ومِنْ سِماتِ الحُسْنِ في الخِتامِ

إردافُهُ بِمُشْعِرِ التّمامِ


287

هذا تمام الجُملةِ المقصودةْ

مِنْ صَنْعَةِ البلاغَةِ المحمودةْ


288

ثمَّ صلاةُ اللهِ طولَ الأمَدِ

على النّبيّ المصطفى مُحَمَّدِ


289
وآلِه وصحبهِ الأخيارِ

ما غرَّدَ المشتاقُ بالأسحارِ


290
وخَرَّ ساجِداً إلى الأذقانِ

يبغي وسيلةً إلى الرّحمنِ


291
تَمَّ بِشَهْرِ الحِجَّةِ الميمونِ

متمّ نصفِ عاشِرِ القُرونِ


تم ولله الحمد نسخ هذا النظم الشريف في فنون البلاغة وضبط أهمّ مواضعه المشكلة في السادس من ربيع الأول سنة 1425 هجرية. سألت الله تعالى أن ينفعني به وإخواني، وأن يجعله فاتحاً لنا باب هذا العلم الجليل على مصراعيه.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

Catatan: Hanya anggota dari blog ini yang dapat mengirim komentar.